أمام المذود

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

أمام المذود

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الأربعاء يوليو 20, 2011 1:51 pm

الليل ساج ، والظلام قد غمر الربى والسهول
والرياح الباردة تعصف في أعالي أشجار الزيتون
والأعشاش الدافئة تتساقط على الارض
وأشلاء الطيور المسكينة نهبة للعاصفة
فأنظر اليها أيها الوليد السموي من عرشك المتواضع

…..............................................................

الأغنام نائمة في حضائرها الباردة
والذئاب حولها تريد الافتراس
والرعاة يقظون متبدون " يحرسون حراسات الليل "

والحملان الصغيرة تتآوى بجانب أمهاتها خوف البرد والعاصفة!
فأبسط يمينك " يا حمل الله" يا رافع خطايا العالم !
ابسط يمينك الى تلك المخلوقات الوادعة وامنحها الدفء
وامسح جفونها الأرقة بأكف الرحمة والحنان..
….....................................................................

جبال اليهود يخيم عليها الصمت الرهيب
وسيول القرويين الوادعين تتدفق الى بيت لحم للاكتتاب
وقلوب عبيد الله الأمناء تتوقع أمراً عظيماً
والأتقياء ينتظرون الخلاص من السماء
وعيون الكتبة والفريسيين مثقلة بنومٍ عميق
فأنظر ، أنظر ، يا حمل المذود الوديع
أنظر الى تلك القلوب المتدفقة أسى وكآبة
والى تلك العيون المتطلعة الى طريق السماء
….............................................................

البشرية راقدة تحت أثقال البؤس والشرور
وسيول الآلام تجرف هذه المخلوقات التاعسة
وشرارات المآسي تتطاير من الأزقة المظلمة
وقتلى الشقاء زاد عددها على قتلى السيف
فأرمق هذه المخلوقات البائسة ياصديق الحيارى والبائسين
وامنحها سلاماً لقلبها ، وهدوءاً لروحها القلقة المتعبة
…........................................................................
الظلام.. كم عيون آرقة تحت جنح الظلام
كم قلوب كسيرة تحت أثقال الدجى...
كم نفوس تتلظى ألماً وحسرة ، تحت قيود قاسية
أواه.. تلك مآسي الحياة في أبناء الحياة
فأنظر اليها أيها الشعاع الأزلي من مخدعك الصغير
وارسل لها من جبينك النبيل شعاعاً يهديها سواء السبيل
وأطلع عليها صبحك الجميل قبل ان تقضي تحت أثقال الدجى
….................................................................................
الظمأ.. كم ثغور بشرية حرقها الظمأ المذيب
وأرواح تتلظى صوحها الألم المرير..
وزهور جميلة تذوي قبل ان يستيقظ الربيع
فأمدد يدك الصغيرة الطاهرة يا وليد المذود
وأمنحها من قلبك غيث الرحمة ، ومن روحك النقية ندى الحنان..
…....................................................................................
الرعاة المساكين يتسامرون
والذئاب تعوي في الوادي البعيد
والأغنام النائمة تحلم بالربيع القادم
والمرج اليابس تصفر فيه الرياح
والملاك يقف فيبشر بالسلام والخلاص ..
فأنظر أيها الطفل الإلهي الى هذه المخلوقات
أنظر اليها كم هي جميلة ووديعة
هي صنع يديك يا رب الوداعة والرقة
….........................................................


" يبرز كوكب من يعقوب" ويشرق نوره في الدياجي الحالكة
ويلوح صبح جديد لم ينظر مثله أبناء التراب
والأغنية الأزلية تنحدر رقيقة هادئة مع نسمات الفجر العميق
وجوق من الملائكة يسبح الله في ربوعٍ أرهقها الظلم
وأذان البشر تسمع هذهِ الكلمات :
« المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناسِ المسرة »

لسان المشرق، السنة الثانية ، العددان ٣و٤،(كانون الاول ١٩٤٩ وكانون الثاني ١٩٥٠)

أضف رد جديد