الحكمة الإلهية

أضف رد جديد
تلميذ المطران
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 57
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 3:38 am

الحكمة الإلهية

مشاركة بواسطة تلميذ المطران » الاثنين مايو 02, 2011 6:04 pm

قصيدة الملحمة الحمراء هذه القصيدة للعلامة أبن العبري وقد قام بترجمتها من السريانية للعربية ملفاننا المطران بولس بهنام حيث قال عنها : إذا أنهيت شعرا قصيدة الحكمة الإلهية للعلامة أبن العبري , فأكون قد عقدت إكليلاً في رأس مؤلفاتي , وفي بنيان مشاريعي الفكرية
( من كتاب حياة الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام للأب يوسف سعيد )

الحكمة الإلهية

خطرت والشمس في رأد الضحى ----- تتوارى خجلاً من طهرهـــــــا
غــــادة والحسن فــــي أجفانهـــــا ----- وبهاء المجد في منظرهــــــــا1
كاعب , أم , عجوز , طفلـــــــــة ----- حيرت كل الورى في أمرهــا2
كم رجال قـــد أصابوا وصلهـــــا ----- لم ينلها واحــد فــي ســــــرها3
*****
فـي محياهــــا عفاف طاهــــــــر ----- واضطرام وعلالات الجـــوى4
وبها شوق إلى الوصل كمــــــــا ----- أنها تأبى خضوعاً للهــــــــوى5
وهي تغري بعيــــــون كالتــــي ----- قلبها بالحــب والشــوق اكتـوى6
تـرفــع الرأس علـى أحبابهـــــا ----- وحيـــاء فـوق خديهــا اســـتوى7
*****
هـي تغـري ثم تجفـو أنفـــــــــاً ----- ندبــة تدنــي وتمنــي بالنـــــوى8
عذبة والسحر فـــي ألفاظهـــــا ----- ومرار فــي مجاليهــا ثــــــــوى9
تعشق الصمت وتهوى عزلـــة ----- وضجيج منها فــي الجـــو دوى10
حلوة النجـوى وذي ألحاظهـــا ----- كل سـهم فـاتك فيهــا انطـــــوى11
*****
فـي محياهــا ضياء ســــــاطع ----- ورسـوم من شـعاعات النهــــار12
وعلـى كتفيهــا ليل دامـــــــس ----- راكعـاً يـجثـو يمينــاً ويســــــار13
بين جفنيها شمـــوس شعشعت ----- وبــدور وريـــــــاح وبحــــــار14
وقــوى الكون على أقدامهــــا ----- سـجدت تبدي خشوعـاً ووقـــار15
*****
فــوق خديهــا بروق أومضت ----- والتمـــاع فيــه آثــــار القبـــــل16
ولهيب اللثــم أبـدى هـولـــــه ----- بـــرعـود وانفجـــــار فـي القـلل17
وعلى صدرهـــا رمان غفــا ----- لـؤلـؤاً عذبـــاً تنـاهـــى واكتمــل18
وبــدا التفــاح فـي وجنتيهـــا ----- مثل مصبــاح لأنــــوار الأمــــل19

*****

1- الغادة : هي الحكمة , وهذه أوصاف تنفرد بها .
2- هي كاعب العذراء , لأنه لم يتوصل أحد إلى كنهها , وهي أمٌ لأنها تصدر جميع المعارف , وهي عجوز لقدمها وسموّها , وهي طفلة بالنسبة إلى الذين لم يدركوا شيئاً من معرفتها .
3- الرجال : هم الحكماء الذين أصابوا المعرفة , ولم يتوصل أحد منهم إلى كنه سرها .
4- العفاف في محياها يرمز إلى غموضها عن الناس , واضطرام الجوى إلى كونها تدعو الناس إلى المعرفة .
5- بها شوق إلى الوصل لأنها تريد أن يفهمها جميع الناس , وتأبى الخضوع للهوى بالنسبة إلى الجهال .
6- هي تغري , أي تدعو الناس إليها .
7- أحبابها هم الذين أحبوها فإنها ترفع الرأس عليهم لم يصيبوا شيئاً من سرها .
8- تدعو محبيها , وتأنف من الجهال وتدني الحكماء وتنأى عن الحمقى .
9- هي عذبة للذين تذوقوها , ومرة للذين لم يعرفوها .
10- تهوى الصمت والعزلة , لأنها في مرابض السكون والهدوء تنال وبها ضجيج لدعوة الناس إليها .
11- هي حلوة الحديث للذين أحبوها , وقاسية على الذين ابتعدوا عنها .
12- أي أن محياها مصدر النور والهدى .
13- الليل كناية عن شعرها , ومعناه عدم المعرفة بالنسبة للذين بعيدون عنها .
14- الشموس والبدور والرياح بين جفنيها لأنها هي أوجدتها منذ القدم .
15- كأن الكون كله خاضع للحكمة .
16- القبل كناية عن شغفها بالحكماء .
17- رمز إلى غضبها على الذين لا يحبونها .
18- الرمان رمز العلوم والمعارف .
19- التفاح رمز الهدى والنور .
20- معنى هذا المقطع كله شغفه بالحكمة , وسهره المتواصل على نوالها .
تكملة القصيدة

صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة
الرجل العظيم لا يعيش إلا وقتاً يسيراً
غير أنه يترك في الحياة دوياً هائلاً لا يستطيع الموت أن يخففه ،
ويبقى لأبناء قومه نفيساً من المجد و السؤدد لا يستطيع البلى أن يأتي عليه
الملفان مار غريغوريوس
بولس بهنام

تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

Re: الحكمة الإلهية

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الأحد أغسطس 21, 2011 7:57 am

ومما يقوله ملفاننا مار غريغوريوس بخصوصها ما يلي : "هي الملحمة الوحيدة في الادب السرياني ، بل ان الادب السرياني لم تكتحل عينه بمثلها منذ نشوئه الى اليوم ، وهي رفعت صاحبها الى مصاف اعظم شعراء العالم اصحاب الملحمات الشعرية الرائعة " ثم يكمل وصفه فيقول : " ظلت هذه الملحمة النادرة بلغتها السريانية ، يحفظها كثيرون من السريان ويتغنون بها في افراحهم ومجالسهم ، وهي عندهم اشهر من " قفا نبكِ " في الادب العربي .... ولم يتصد احد العلماء لتعريبها غير الاستاذ بطرس البستاني الذي عرب بضعة ابيات منها وتوقف ، ولكنه خرج عن المعنى السرياني خروجاً كبيرا ولم يستطع السير بالتعريب الى نهاية القصيدة لما يكتنف المعرب فيها من العقبات اللغوية والشعرية الكأداء . ومن الصعب جدا ان يخضع الشاعر مهما كان ذا شاعرية واسعة ، الشعر السرياني ويحصره في ابيات من الشعر العربي . ومع علمنا بهذه الصعوبة العظمى لم نشأ ان تبقى هذه القصيدة العصماء بعيدة عن افهام الناشئة والشباب المثقف ، فتجردنا لتعريبها نظما محافظين جهد الامكان على معانيها واساليبها الشعرية ، ولنا السرور ان نقول لقارئنا الكريم ان الله وفقنا بنقلها الى العربية نظما باقل من عشرين يوما ، ولم نشعر إلا وبين ايدينا ثلاثمائة بيت من الشعر العربي هو تعريب هذه الملحمة الكبرى بحذافيره . وقد حرصنا على ايداء المعنى كل الحرص ، ونقدمها هنا لقراء مجلتنا " لسان المشرق " وغيرهم لنظهر للعالم عبقرية شاعرنا الفيلسوف ، وشاعريته المتوثبة المجنحة ، وقد وضعنا في الحواشي المعاني الكاملة لرموزها ، وهي قصيدة رمزية بالمعنى الصحيح . وهذه الحواشي تفتح رموزها للمطالع المتتبع " .
ويعلق المطران اسحق ساكا في كتابه " صوت نينوى وآرام او المطران بولس بهنام " فيقول : " ان هذه القصيدة التي سماها " الملحمة الحمراء " والتي نقلها الى العربية نظما ، احرزت استحسانا منقطع النظير ، واكسبت ناقلها المطران بولس شهرة طائلة ، وارتفعت به الى الذروة العليا من الادب ، واستطاع ان يكتسب بها الخلود . فقد رسم فيها صورا كثيرة نلمس فيها تفوقا في المعنى ، وبلاغة في التراكيب والالفاظ ، لابل هو في تعريب هذه القصيدة " شاعرا مبدعا" ويردف :" جاء في كتاب الاب يوسف سعيد عن ترجمة حياة المطران بولس قوله " انني ( المتكلم هو المطران بولس ) اذا انهيت شعرا قصيدة الحكمة الإلهية للعلامة ابن العبري ، فاكون قد عقدت اكليلاً في رأس مؤلفاتي ، وفي بنيان مشاريعي الفكرية "( نينوى وآرام ، ص.١٢٩ ـ١٣٠)

أضف رد جديد