قصيدة بعنوان : ليلة في تكريت

[خمائل الريحان]

ليلة في تكريت 1

ايه يا تكريت هل تدري الدهور ___ كيف يثوي الطهر في قلب الزهور

او ينام المجد في كهف التُّقـــــى ___ بين احلام إلى يوم النشــــــــــــور

او يبيت العرف مسحوراً علــى ___ همسات الخلد ما بين الصــــخور

او يذوب النور في قلب الدجـى ___ مثل ميت بين طيات القبـــــــــور

نفحة عذراء في تلك الربــــــى ___ تتلوى بين دفقات البـخــــــــــــور

و تراتيل الليالي قد بــــــــــدت ___ فوق اوتار على نار و نـــــــــور

هذه كفاك يا تكريت قــــــــــــد ___ عبقت روحي بأنفاس العطـــــور

و سقت قلبي كؤوساً اترعـــت ___ من دنان الروح من تلك الخمور

و حبتني نغمة علويــــــــــــــة ___ من رياض الخلد في تلك الخدور

و شفت غلّتي من كوثرهـــــا ___ في كؤوس مثل أنوار البـــــــدور

ليس شئ احب إلى النفس من ذكرياتها العذبة الماضية ، و ليست الذكريات الا أنشودة منعشة تعيدها قيثارة النفس إلى ساحة الشعور كلما اختلت مع ذاتها و هبطت إلى اعمق اعماقها ، و هكذا كانت ذكرى زيارتنا لتكريت ، سوف تعيدها نفوسنا طروبة كلما اختلت مع ذاتها ، و نحن لا ندري هل سيعود الدهر إلى تمثيل ذلك الدور الجميل على مسرح الحياة مرة ثانية ، ام لا . . . و على كل حال ، فتلك الذكريات طيبة تحفظها نفوسنا في انصع صفحاتها ، و بجانب اعذب ذكرياتها

المطران بولس بهنام


ويذكر الأب يوسف سعيد في كتابه (( حياة الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام )) ص61
أي تأثر هزّ الأب الراهب بولس يوم وقف أمام أسوار الكنيسة الخضراء في تكريت2 , وفي أية حالة كان يوم أطل من قلعتها التاريخية على دجلة ؟
---------------------------------------------------------------

1 - في إحدى سفراته من بغداد إلى الموصل
مرّ الشاعر بمدينة تكريت
وقضى ليلة بين أهاليها الذين احاطوا به احاطة الهالة بالقمر ،
فانبرى يسطر هذه الأبيات معبراً عن مجد المدينة التليد
نشر هذه القصيدة في مجلة " المشرق " السنة الاولى العدد الثاني ، 16 حزيران 1946
بتوقيع مستعار نزيه عثمان


------------------------------
2- تكريت مدينة عريقة كانت مقر مفريانية المشرق (اللؤلؤ المنثور) زارها للمرة الأولى فقيدنا الجليل يوم 11 نيسان - 19 نيسان 1946 برفقة شباب مثقف من أبرشية الموصل .
أنظر المشرق العدد 1 - 1حزيران 1946 السنة الأولى ص 30 و31 و32