الكلمة التي القاها ملفاننا في القامشلي

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

الكلمة التي القاها ملفاننا في القامشلي

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » السبت أغسطس 25, 2012 11:22 pm

إليكم أحبائنا الكلمة التأبينية التي ألقاها ملفاننا مار غريغوريوس بولس بهنام في مدينة القامشلي بمناسبة مرور خمسة عشر يوماً على رقاد بطريركنا المعظم مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم .
في البداية نقول الحمدلله على كل شيء ونشكر ربنا على الحصول على هذه المواعظ القيمة لملفاننا المثلث الرحمات مار غريغوريوس بولس بهنام بفضل رجال وهبوا أنفسهم لخدمة الكلمة والكنيسة , لقد وهبتنا السماء برجال عطرت كنائسنا وتراثنا وتاريخنا بأريج أعمالها وقدمت كل ما لها لهذا الأرث الثمين ومن هؤلاء الرجال المرحوم الشماس إبراهيم ميشاخ الذي إعتاد أن يوثق كل كلمة لملفاننا العظيم وكل موعظة فلقد ترك لنا كنزاً ثميناً من هذه المواعظ رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه مع الأبرار والقديسين وعوضه الرب عن أتعابه بثلاثون وستون ومائة

الكلمة التي ألقاها نيافة المطران بولس بهنام مطران الموصل في الجناز الذي أقيم في القامشلي بمناسبة الخامس عشر من رقاد البطريرك :
أذكروا مدبريكم الذين كلموكم بكلمة الحق , وأنظروا إلى نهاية حياتهم لكي تتمثلوا بهم .
أجل إننا نذكر حياتك المملؤة بجلائل الأعمال أيها الحبر الجليل الراحل لنتمثل في نهايتها الحافلة بكل جليل وكل عظيم , وستبقى هذه الذكرى في قلوبنا ما زالت قلوبنا موجودة وستبقى ذكراك المقدسة في رعيتك ما زالت تخفق قلوب أبنائها بالحب والتقدير والاحترام والذكر الجميل .
إيه : سيدي الراحل , هذا طيفك الحبيب بيننا متنصب كما ينتصب عمود النور في غياهب الظلام وهذا ثغرك تعلوه ابتسامة الفرح والسرور لكي يَبلُ ثغورنا الظمأى إلى فرح والسرور . وهاتان عيناك الصافيتان المتألقتان تنظران عيوننا المليئة دماً ودموعاً وهذا رأسك الجليل ينتصب بيننا وكان يحوي كنوزاً من الحكمة وطيوباً من المعرفة والعلوم ولكن .... وا أسفاه أين نحن الآن ؟ هل نحن في حلم لذيذ أم في يقظة مؤلمة ؟ أيها الناس إننا الآن في حلم لذيذ وفي يقظة مؤلمة بآن واحد . هو الحلم اللذيذ يحدو بنا إلى تذكر أبينا الحبر العظيم الذي عاش بيننا وكان مثل العبير بين زهور الربيع , أجل إنه حلم لذيذ أن نذكر تلك الأيام ونعيش في هذا الحلم آخذين لقلوبنا عزاءً ولنفوسنا شيئاً من الفرح .
أفرام البطريرك الأنطاكي العظيم يعيش بيننا أيها الناس يُسمِعنا نغماته الصادقة وفصاحته الخلابة وبيانه الساحر , أفرام العظيم هذا صرير يراعك يملؤنا قوة ورجاء .
أين ذلك الوجه الكريم يا ترى ؟ وأين ذياك الجبين الناصع ....... وا أسفاه فقد تعفر في التراب , وذهب البطريرك الجليل إلى أعماق هذه الأرض .
هذه هي اليقظة المؤلمة أيها السامعون ولكن ما هو درسنا يا ترى من ذلك الحلم اللذيذ المجنح , ومن هذه اليقظة المؤلمة ؟ الدروس الخالدات سمعناها من فمك الأقدس يا بطريركنا الراحل وإنك الآن بصمتك الرهيب لا خطب منك يوم كنت تقف بيننا خطيباً مصقعاً , إن لسانك الذي توقف الآن لأوفر بياناً من ذلك اليوم الذي وقفت فيه في هذا المكان عينه , ونثرت تلك الجواهر الكريمة على هذه النفوس الكئيبة الباكية . ويراعك .. أين يراعك ؟ يا سيد المحابر والمنابر واليراع , واحسرتاه لقد تكسر ذلك اليراع وقد تمزقت تلك الطروس وقد انسكبت تلك المحابر باكية على سيدها الذي أنعشها مدة نصف قرن كامل , ولكن الآن درسنا منك يا سيدنا الراحل إنك كنت قوياً بروحك , عظيماً بذهنك , رهيباً بصوتك وكنت أباً لنا وكنتً صديقاً لكل واحد منا , وقد ضميتنا إلى صدرك كما يضم الأب الحنون أبنائه الأحباء ولكننا الآن بعيدون عن صدرك الحنون فوا أسفاه عليك .
هذه أمتك الباكية ستذكر أعمالك البطريركية الجليلة , وستتبارك بقداستك الرسولية المعظمة , وستضعك في مصاف احبارها الأعظمين الذين زينوا تاريخها بالقداسة والعلم والعرفان , وهؤلاء أبناؤك الذين عشت في بلادهم ومت لأجلهم يطلقون دموعهم السخية عليك .
يا سيدي هذه هي القامشلي وهؤلاء أبناؤك في القامشلي بشيبهم وشبابهم بمسلميهم ومسيحييهم , هؤلاء أبناؤك الذين استقبلوك قبل أربع سنوات , يوم خرجوا زرافات ... زرافات وقد نودي بهم أن البطريرك أفرام سيزور مدينتكم .
إيه : ... أيها الزمن ! أيتها الساعات المفرحة أين ذهبت ؟ يوم دخل البطريرك العظيم هي المدينة للمرة الأولى فحرجت تستقبلينه بشيبك وشبابك , بحكومتك وشعبك ورأيته باسماً متهللا , باسماً أمام وجوه أبنائك الباسمة ومتهللاً أمام صبيانك وفتياتك المتهللات ,
وا أسفاه لقد ذهبت تلك اللحظات المنعشة , وإننا الآن في لحظات كئيبة يا أبناء القامشلي الأحباء هذا هو بطريرككم الراحل وقد رأيتموه قبل أربع سنوات , وكأني بكم ودعتموه بحبكم العميق وأغاريدكم العذبة , وأناشيدكم التي شقت عناء السماء , كأني بكم ودعتموه في تلك الأيام لكي تجدوه الآن جالساً صامتاً أمامكم .
أواه ..... كيف تجمدت تلك الحركة المنقطعة النظير ؟ وكيف صمت ذلك البلبل الصداح ؟ وكيف يموت ذلك البيان الساحر .

----------------------------
الكلمة مرفقة بخط المرحوم الشماس إبراهيم ميشاخ
المرفقات
مور بولس بهنام ١ 1.jpeg
مور بولس بهنام ١ 1.jpeg (193.32 KiB) تمت المشاهدة 21355 مرةً
مور بولس بهنام ٢.jpeg
مور بولس بهنام ٢.jpeg (197.71 KiB) تمت المشاهدة 21355 مرةً
مور بولس بهنام ٣ 1.jpeg
مور بولس بهنام ٣ 1.jpeg (163.49 KiB) تمت المشاهدة 21355 مرةً

أضف رد جديد