الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا ((مقالة /2))

أضف رد جديد
تلميذ المطران
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 57
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 3:38 am

الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا ((مقالة /2))

مشاركة بواسطة تلميذ المطران » الأحد مايو 08, 2011 1:15 am

الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا
صورة

قال عن ملفاننا الكبير
****************
الملفان
مار غريغوريوس بولس بهنام
والألم


– الطيب الذكر مار غريغوريوس بولس بهنام، مطران الحدباء ( 1952 - 1959 م+ ) ثم الزوراء ( 1962 - 1969 م+)، عالم فذ وملفان كبير، لمع نجماً بهياً شامخاً في طموحه وأهدافه ومُثُله وعطائه في الأربعينات من القرن العشرين، وحتى نهاية الستينات منه، حين انطفأ سراج عطائه الغزير، مع ما فيه من زيت ثمينٍ وفير، بعد أن خدم الكنيسة السريانية وقدّم لها الكثير.
ملفان الكنيسة هذا، لازمه الألم طيلة فترة عطائه وجهاده على الأرض، وصحّ فيه وصف (العبقري المتألم)، إذ أحاطت به الضيقات من كل جانب، ليجسد صرخة الصابر أيوب : مولود المرأة مفعم بالشقاء (أي ١٤ : ١) ، ورغم كل ذلك استمر في جهاده وعطائه وأبدع ، جعل من الألم سلماً للمجد وصليباً للغلبة، مقتدياً في ذلك بالرب يسوع ، رجل الآلام ومختبر الحزن الذي ارتفع على صليب الجلجثة ليعلمنا كيف نصبر على الضيقات ونعبر إلى ميناء الغلبة.
بحبر الألم وعرق المعانات والأحزان، سطّر الملفان بولس بهنام سفراً خالداً في العطاء العلمي والثقافي والأدبي في مجالات اللاهوت والعقيدة والفلسفة والتراث السرياني، فحفر اسمه على صخرة الدهر؛ وكما أن الحزن لم يكن يفارق قلبه الكبير، هكذا العطاء الفكري والنبوغ العلمي لم ينفصلا عن اسمه مدى العصور.
وهو في قمة شموخه الفكري، يسطر بقلمه المبدع مقالة عن الألم على صفحات مجلة ( لسان المشرق ) التي كان يصدرها يوم كان مديراً للمدرسة الإكليريكية الأفرامية في الموصل (1946 - 1952م) ، معتبراً الألم غذاء للحياة العاقلة وترياقاً للروح البشرية، وكأني به يتنبأ عن سيرة حياته الذاتية، وما رافقها من ألمٍ ومعاناةٍ نفسية ، احتملها كجندي صالح للمسيح يسوع ، فأحسن الجهاد في معركة الأيمان الجميلة، إذ كان خير مربٍّ ومعلم وعالم وواعظ وشاعر رغم كل الظروف.
وحين نتأمل حياة هذا الخادم العبقري المتألم، نصرخ مع الرسول بولس قائلين :
لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. (فيلبي 1: 29 )
آملين أن تكون حياة الملفان بولس بهنام حافزاً لمن غلبهم الألم في هذه الحياة فتوقفوا عن الجهاد والعطاء.

الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا
عن كتاب طيب البِنان في جود البنان ص 148 .
الرجل العظيم لا يعيش إلا وقتاً يسيراً
غير أنه يترك في الحياة دوياً هائلاً لا يستطيع الموت أن يخففه ،
ويبقى لأبناء قومه نفيساً من المجد و السؤدد لا يستطيع البلى أن يأتي عليه
الملفان مار غريغوريوس
بولس بهنام

أضف رد جديد