الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا ((مقالة /1))

أضف رد جديد
تلميذ المطران
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 57
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 3:38 am

الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا ((مقالة /1))

مشاركة بواسطة تلميذ المطران » الأحد مايو 08, 2011 12:43 am

الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا
صورة

قال عن ملفاننا الكبير
****************
الملفان
مار غريغوريوس بولس بهنام


لنبقَ نتذكر، وعلينا أن لا ننسى آباءنا وعلماءنا ومدبّرينا، ولا ننسَ من أمسكوا بدفة الكنيسة المقدسة وقادوها نحو الأمجاد، فمآثرهم ومؤلفاتهم وخطواتهم هي حياتنا.
هموم الحياة تعمل على جمع الرماد على جمرات شوقنا واهتماماتنا، تحاول أن تنسينا العُظام الأجداد؛ هموم الحياة تحاول أن تجبرنا على الإعتقاد أن من كنا نعشقه قد مضى ومات، وأن ما يحدث في دواخلنا حين نذكر الأحداث هو مجرد ذكريات؛ وما هكذا آباؤنا، يقول يشوع بن سيراخ، بل هم أتقياء وأعمالهم الصالحة لا تنسى ( سيراخ 44 : 10 ) .
قبل أشهر طرحتُ فكرة على العاملين في مركز التربية الدينية، أن تقام هذه اللقاءات ، ونحن في اجتماع قبل أيام معدودات، لمع وميض كالبرق من صرخة أطلقها الأستاذ لوقا متي : أين ذكرى الملفان كما وعدتم ؟ وأين الأمسيات ؟ صرخة شعرتُ أنها اخترقت دواخلي ، وفتحت كوة على الذكريات، واستعدت في لحظة وفي برهة من الزمن ، أحداثاً وآلاماً ومواعظَ وأوجاعاً وكتباً ومصنفات، استعدت تاريخاً مجيداً لناسك ملفان، بل ملاكٍ سكران بخمرة الحكمة الإلهية وفلسفة الإيثيقون وروائع التراث السرياني الزاخر بالمعطيات، تاريخ نجمٍ لمع فاستنارت به البلدان، بل مجمرة لبان فاح منها أعطر البِنان ، وعبقريّ يشار إليه بالبَنان1، ولا أدري كيف نفض غبار أكثر من ثلاثين سنة عن عيوني التي اغتسلت بما منت به جفوني من دموع ، لأقف أمام ذلك الصرح الشامخ، كما كنت أقف حينها وبيدي المبخرة ليضع البخور فتنتشر أنسام
العطور في أرجاء بيعة مار توما، ممتزجة بما كانت تجود به قريحته، من عبق الإيمان وعَرف المعرفة وروائع العلم والبيان؛ أقف وكأنه أمامي الآن، وقلبي يخفق مرسلاً مع كل نبضةٍ حنيناً وقبلات إلى ذلك القلب الحنان، ولثماتٍ لتلك اليد المباركة الجوّادة، واشواقٍ تلتف حول تلك القامة المربوعة التي تحمل بشموخ عبقرية الكنيسة في القرن العشرين.
وأقف اليوم لأعلن وبكل سعادة أن الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام لم يمت، فهو حي في قلوبنا وضمائرنا، وهو قدوة لرُعاتنا، وها نحن نجتمع اليوم لنخلد ذكراه، إذ تمر الذكرى السنوية الحادية والثلاثون على رحيله ( في ١٩ شباط ١٩٦٩ )، وكما قال ابن سيراخ : لذلك يدومون إلى الأبد ولا يمحى مجدهم، أجسامهم تدفن بسلام، لكن أسماءَهم تحيا مدى الأجيال (سيراخ 44 : 14 )

الأب الدكتور يوسف إسطيفان البنا
عن كتاب طيب البِنان في جود البنان ص 147 .

----------------------
1 - البِنان بكسر الباء هي الرائحة ،
أمّا البَنان بفتح الباء فهي أطراف الاصابع .
الرجل العظيم لا يعيش إلا وقتاً يسيراً
غير أنه يترك في الحياة دوياً هائلاً لا يستطيع الموت أن يخففه ،
ويبقى لأبناء قومه نفيساً من المجد و السؤدد لا يستطيع البلى أن يأتي عليه
الملفان مار غريغوريوس
بولس بهنام

أضف رد جديد