أديب العرب أمين نخلة

أضف رد جديد
تلميذ المطران
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 57
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 3:38 am

أديب العرب أمين نخلة

مشاركة بواسطة تلميذ المطران » الخميس مايو 05, 2011 8:45 pm

[font=font=Andalus]صورة
أديب العرب أمين نخلة
قال عن ملفاننا الكبير



بيني وبين المطران بولس , شبع من طاقات السحر . يغدق علينا زقزقة ريانة , لها شآبيب ندية , ومخيلة نابهة , واكتنازاً في التروِ , والتصور , والإقلاع , والرضوخ .
تلك كانت علاقة زمنية , حادة الملامح , جادة في نعبير ملامحها , وقبساتها . لها صدق الإنشاد بكل ما يهدس به قلبي ويحلمُ به ضميري .
عرفته ريان الطلعة . يغمر بأضواء عينيه الصغيرتين وادي زحلة الأوهد . يوم كان شهاباً في طلعتهِ البهية , بازغاً منيراً , شامخاً في طموحه , وأهدافه , ومثلهِ , فتجاوبنا وفي أغوارنا آصرة لها فَجْرٌ من ثقة , وتهامت تحت ظِلالِ تلك الوشائج محبتنا صافية كباقةٍ من أشعة شرقية , وانغرست ذكرياتنا على لوح المحبة , والوعدِ , والأمل . إلى حد قد تضعف قوى القلم أن تعبر عن فحوى مكنوناتها .
وكان للحدباءِ (( الموصل )) مطرانها بلدة (( المعبرين )) كعهد السريان تاريخياً بها فانتزعت إعجابي من أنامل قلبه الكبير فأخذت أكتب إليه , ويبادلني , وفي أغواره وحدةُ الحنين إلى شرفات جبالنا اللبنانية واعتناق منه متكاملاً لروعةِ وهادنا . وانزلاق كلي في مهجة الخطيب المخلوق من إطلالةِ دياراتنا .
آه ... والعقرب يدفع لهيب الوقت , عبر خاصرة التاريخ . غربت من وجهي شخصيته الآتية بوارف لظلٍ جديد , يفيد قيلولة في وجنة الظهيرة اللبنانية , ويرسم الأحلام في مأدبة الندى تلك كانت بواهر المجد , والعظمة الروحية تنر من ساعديه فيشم طاقة ملونة من لهيبه إلى شفرتي يراعتهِ .
ما أُحَيلى لقيانا , وقد بدأت إنزلاقات الفجر على جرودِ لبنان ذوّ الطلعة الشبم . وبدأت على عكفة الأفق ديم زرقاء , وأصابع الخضراء تجوس في جدائل الشعفات المهيبة السامقة .
وكان _ أغاث الله جدثه _ بوارف حسناتهِ . يشرق خيالياً أحشاءِ الغروب المتمثل في شمس تنهد في حنين الأبدية . والبحر في إمتداد اللفظة الساحرة على سفرٍ مقدس . فيصمت تحت قبةِ الخيال ثم تتحول نظراته إلى موسوعةٍ عامة , شاملة , كاملة , تحتضن أود الآزال في ظهوره فوق بقعةِ السحر , والجلال والروعة , والفتنة ِ , وأعني به متكأ الله _ لبنان _ وكلانا في تهويمة راقصة بضوء العبير حتى أراه ينشد أبياتاً لشعر تصوفي النبض , سرياني , له في عجالة خيال محفوف بالأُبهة وصدر يستوعبُ طاقات الدنيا .
أخي بولس , لئن ودعتك سهوب الزمن المرئي وأنا في منأى عنك , فقد تركت في أعماقي فاجعة خصبة بالألم , والأنين والتأوه .
وأشهد من أعالي مآذن الروح , أنك كنت قيثارة ممراحة النغمة في أجواءِ تاريخ السريان . بل أنت اللُّبنة الذَّهبية التي في برج حضارتهم العبقة بعطاء الكلمة , والمتنوعة بأنفاس الجمال الذي أغدقه لبنان على أجوائك المنعشة .[/font]

أمين نخلة
الرجل العظيم لا يعيش إلا وقتاً يسيراً
غير أنه يترك في الحياة دوياً هائلاً لا يستطيع الموت أن يخففه ،
ويبقى لأبناء قومه نفيساً من المجد و السؤدد لا يستطيع البلى أن يأتي عليه
الملفان مار غريغوريوس
بولس بهنام

أضف رد جديد