نجم السريان بقلم قيثارة السريان

أضف رد جديد
قيثارة السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 20
اشترك في: الأحد مايو 01, 2011 12:11 pm

نجم السريان بقلم قيثارة السريان

مشاركة بواسطة قيثارة السريان » الثلاثاء مايو 03, 2011 2:32 pm


نجم السريان

في صباح يوم الأربعاء
الموافق 19 شباط عام 1969

علا أفق السماء نجم سرياني عريق الأصل أرامي الجذور
فتحت له أبواب السماء وأجواق ملائكة حملته لحضن الاب السماوي
وهو في أوجّ الاشتياق لملاقاة الحبيب الإله يسوع له المجد والإكرام
نجم لمع في سماء الكنيسة السريانية الأرثودكسية حاملا صليب العار
ناسجا على منوال سيده بالإيمان ناكرا ذاته بالمحبة والتواضع والتسامح وتحمل العذاب
إقتفى آثار سيده وابتسم للملمات متحديا كل الموانع وحواجز الشيطان واتباعه
ممن كانوا يضعون العراقيل في درب مسيرته
تنزّه عن ملذات الحياة وأذَلَّ شهوة العين والجسد وتعظُّم المعيشة وفي حياة الدنيا تزهّد
سما بحياة الروح وحاز أكليلاً سماوياً ممجد
لم يعر أهتماما لمجد باطل ومنصب
لم يغرّه المال وفخامة العيش
غادر الدنيا وليس في معيته حتى النزر القليل من المال
مشاركا فقراء رعيته بطريقة الماكل والمشرب
بحنانه غمر الجميع وبمحبته استقبل كل نفس

كسيّده المسيح لم يفتح فاه ولم يقابل شرا بشر

لا زالت كلماته ترن بأذني
عبر إذاعة اورشليم القدس في خطاب له في أحد الأعياد يقول
تركوني أنا ماء الحياة وذهبوا يحفرون لهم أبارا لا ماء فيها
وبكى
بكى لأنه ترك أرض العراق
بلاد الرافدين غادرها مضطراً
وببكائه أبكانا جميعا

كان لنا بمثابة الاب والأخ والمرشد و لكل فئات رعيته
وبعد إلحاح أبناء كنيسة الموصل الشرفاء عاد لكنيسته
وغزا منابركنيسة الموصل في كاتدرائية مار توما الرسول بخطبه الرائعة وأسلوبه الأخّاذ

وإن أنسى لن أنسى إزدهار المدرسة الأكليريكية على عهده
حيث كان يشجّع طلابها على إلقاء المواضيع الدينية بأسلوب خطابي
يجذب إنتباه الجميع وخاصة في أيام الصوم الخمسيني
وبذلك كوّن لهم ملكة أدبية روحانية لا زال البعض من طلاّبه على قيد الحياة
كانت الكنيسة تغص بالمؤمنين نذهب إليها مشتاقين

فأين نحن اليوم من ذلك المجد العظيم ؟!!!

وماذا يسعني أن أقول أكثر قارئي العزيز

أليس هذا هو الراعي الصالح الذي بنفحات من أطياب حديثه القلوب رصّع؟
وخراف رعيّته تحت أكنافه رعى وجمع
,في الضيق والشدّة والمعاناة في خدمتها برع
وبعبق أريج حديثه عزّى القلوب وشجّع
ولمصابها تألّم, بكى كثيرا ولله صلّى وتضرّع
ولقرار الذود عنها يوما ما تراجع
أفرام السرياني في ربوع الحدباء
بالملفان العظيم غريغوريوس بولس بهنام أينع .
ذلكم هو الراعي الصالح المطران بولس بهنام صاحب المقال الأروع
النجم الذي اعتلى سماء كوكبنا وله ودّع

قيثارة السريان

أضف رد جديد