هناك برز " الفيلسوف " يجتلي اسرار الحكمة والمعرفة ، ويطوي سواد الليل وبياض النهار بحثاً عن " الحقيقة"حتى إذا ما وجدها حملها بين يديه ، كما يحمل الشيء الثمين ، والقاها في تربة العقل البشري ، فنبتت ونمت وتعاظمت واصبحت دوحة عظيمة جداً بسطت اغصانها على الجبال والربى والسهول ، وانحنت تحت ظلها الوارف لا طيور السماء وحسب ، بل النفوس البشرية العامرة بالحب والايمان متمتمة بالحقيقة الازلية .
تلك هي دوحة الحكمة والمعرفة ، تلك هي " الفلسفة " وجدها الانسان ، فوجد فيها ضالته الروحية ، التي بحث عنها منذ اقدم الاجيال ، وراح يتناقلها ذوو العقول المشرقة ، جيلا بعد جيل جاعلين منها نبراساً لهذه الحياة المظلمة .