الكتاب المقدس وعقائد الكنيسة

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

الكتاب المقدس وعقائد الكنيسة

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الثلاثاء يوليو 19, 2011 10:38 am

ان الكنيسة المسيحية استمدت عقائدها من الكتاب المقدس ، وتعاليم الرسل الثابتة ،وما ليس من هذين المصدرين لا تقره ، ولا تعترف به كعقيدة ايمانية وبما ان " البعض "ينكرون عليها شيئاً من هذه العقائد الرسولسة فنحن نريد تأييدها هنا بصورة موجزة فائدة للقراء الكرام .
١ ـ التقاليد : وهي التعاليم الشفوية التي سلمها الرسل الى خلفائهم وامروهم ان يسلموها الى غيرهم بالتواتر ، ولا تزال متسلسلة ، وستبقى الى الابد ، والكتاب المقدس نفسه يؤيد وجود هذه " التقاليد " بصراحة .
قال الرسول بولس لتلميذه طيمثاوس " وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناساً أمناء يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين "( ٢ تي ٢ : ٢ ) . ومعنى ذلك ان الرسول سلم تعاليم " سماعية " غير مكتوبة ، وامره ان " يودعها اناساً أمناء ، لكي يعلموا آخرين " ولو لم يقصد بكلامه هذه التعاليم " الشفوية " او التقاليد ، لقال ما متبته لك ، ولما أوصاه ان يودعها أناساً أمناء لأن التعاليم المكتوبة يحضى بها الأمناء وغير الأمناء ، اما الشفوية فر يسوغ ايداعها إلا للامناء ، ولما كان هناك حاجة الى " شهود كثيرين "لأن " الصك " المكتوب لا حاجة به الى " شهود " اما التقارير الشفوية فتحتاج الى "شهود " لأثباتها ، وما يزيد في صراحتها قوله " ما سمعته مني ".
وقال ايضاً: " فأثبتوا اذاً ايها الاخوة وتمسكوا بالتقاليد التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا" ( ٢ تس ٢ : ١٥ ) ومعنى ذلك واضح لا حاجة الى شرحه لأن اللاسول يذكر " التقاليد " صراحة ، والبرهان على كونها " تقاليد "لاغير قوله : " سواء بالكلام ام برسالتنا " فقوله " بالكلام " يؤيد ان هناك اموراً أعطاها هؤلاء المؤمنين شفوياً " بالكلام" .وقال ايضاً " أمدحكم ايها الاخوة على انكم تذكرونني في كل شيء ، وتخفظون التقاليد كما سلمتها اليكم" (اكو ١١ : ٢ ) ، وما يؤيد كونها "تقاليد " لا غير قوله " سلمتها اليكم " ولو لم تكن " شفوية " لقال كتبتها لكم كما يذكر كلمة " كتبتها " في مناسبات كثيرة ( ١ كو ١٤ : ٣٧ و ٢ كو ١ : ١٣ و ٣ و ١٣ . إلا ان كلمة " تقاليد " ابدلت في الترجمة الميركانية بكلمة " التعاليم " وهذا بخلاف ما ورد في جميع ترجمات الكتاب المقدس القديمة كالسريانية والقبطية والجبشية والارمنية واللاتينية ، حتى الترجمة التي طبعها البروتستانت في لندن سنة ١٨٦٠، وهذه " التقاليد " ترجمت من الكلمة اليونانية " باراذوسيس "ولا ندري كيف ساغ للترجمة الاميركانية ان تعرب هذه الكلمة ب " تعاليم " في رسالتي بولس الرسول الآنفتي الذكر بينما هي ذاتها عربتها في متى ١٥ : ٣ ، و مرقس ٧ : ٣ بكلمة " تقاليد " ، فتأمل .


٢ ـ الأعتراف وسلطان الربط والحل : ـ وهو مؤيد في الكتاب المقدس ، بصراحة ووضوح ، فأن الرسول يعقوب يقول : " أعترفوا بعضكم لبعض بالزلات . " ( يعقوب اكو ٥ : ٦ ) ، والبرهان على هذا القول يؤيد وجوب الأعتراف للكهنة الشرعيين ان الرسل كانوا يأمرون المؤمنين بالتوبة والاعتراف ( اع ٢ : ٣٨ و ٣ : ١٩ ) ، وكان المؤمنون فعلاً يتقدمون اليهم مقرين ومخبرين بأفعالهم ( اع ١٩ : ١٨ ) ، ولو لم يكن الاعتراف واجبا لما منح السيد المسيح له المجد لرسله وخلفائهم سلطان الحل والربط ، بل لما كان معنى لهذا السلطان مطلقا ، والحال ان الرب منح هذا للرسل صراحة . فإذن كان لهذه الغاية لا لغيرها ، والسلطان ايضا واضح صريح في أوامر المسيح لرسله. ( مت ١٦ : ١٩ ، و ١٨ : ١٧ و ١٨ ، ويو ٢٠ : ٢١و ٢٣ )



اً‏‏

٣ ـ ذبيحة القداس والاستحالة : ـ ان ذبيحة العهد الجديد تنبأ عنها العهد القديم بصراحة ، قال النبي اشعيا : " في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر،ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة "
(اش.١٩ : ١٩ ـ٢١ )، وهذه النبوة تؤيد بصراحة ان " مذبحاً " يكون للرب في ارض مصر وان الرب يعرف المصريين والمصريين يعرفون الرب ، ويقدمون ذبيحة وتقدمة " ، ونحن نعرف تاريخياً ان المصريين لم يعرفوا الرب إلا في عهد المسيحية أما قبل ذلك فكانوا يتخبطون في دياجي الوثنية ، ولم يقدموا للرب ذبيحة او تقدمة إلا في العهد المسيحي ، وهذا دليل واضح على قبول المصريين الرب وإقامتهم " مذبحا" وتقديمهم ذبائح القداس ، ولا يمكن ان تكون هذه ذبيحة الصليب في اورشليم لان النبي يصرح باسم " مصر " وهذا يكفي لمن أراد الهدى .
وقد ابتدأت هذه الذبيحة في العلية عندما منح الرب " جسده ودمه " لتلاميذه ليلة الآلام وقال " اصنعوا هذا لذكري " (لو ٢٢ : ١٩ و مت ٢٦ : ٢٧ و ٢٨ ) وفعلا مارس الرسل هذه الذبيحة بعد صعود الرب حسبما يخبرنا سفر اعمال الرسل . ( اع ١٣ : ٢
اما قضية صيرورة الخبز والخمر جسداً ودما بعد التقديس او " الاستحالة " فهي ايضا واضحة في الكتاب المقدس ، يقول الرسول بولس " فاننا نحن الكثيرين خبز واحد ، جسد واحد ، لاننا جميعا نشترك في الخبز الواحد ، انظروا اسرائيل حسب الجسد أليس الذين يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح ؟ فماذا اقول ؟ أإن الوثن شيء ٌ ، او إن ما ذُبح للوثن شيء ، بلى ان ما يذبحه الامم إنما يذبحونه للشياطين لا لله ، فلست اريد ان تكونوا انتم شركاء الشياطين ، لا تقدرون ان تشربوا كأس الرب ، وكأس الشياطين " (١ كو ١٠ : ١٦ و ١٠ ١٧ ـ ٢٠ ) .
فأنت ترى ان الرسول يتكلم هنا عن " الذبائح " ويقابل بين "ذبيحة " " الخبز" و "ذبيحة " الشياطين ، بدليل الجملة الاخيرة من هذه الآية ، فتقدمة الخبز والخمر إذاً ، هي ذبيحة قبل كل شيء .
وصيرورتها " جسد المسيح ودمه " واضحة في قول رسول الامم ايضاً حيث يصرح : " كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح ، الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح ؟ " ويقول ايضاً : " فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء، اذاً اي من اكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه ، ولكن ليمتحن الانسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ، ويشرب من الكأس ، لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " ( ١ كو ١١ : ٢٦ ـ ٢٩ ) وهذه الآيات واضحة لا تحتاج الى تأويل او تفسير ، فأن " الخبز " يدعوه الرسول صراحة جسد الرب و " الكأس " دمه ثم يحذر المؤمنين ان يتناولوها بدون استحقاق والا ياكلون ويشربون " دينونة لأنفسهم غير مميزين جسد الرب " ولو كان هذا " شيئا" بسيطا لما كان هناك " دينونة " للذي يأكله مطلقا ، ولما أردف الرسول قوله " غير مميز جسد الرب " وهذا يكفي لغير المكابرين ، ومن يجرأ على القول بأن هذا ليس جسد الرب ودمه ؟؟ هذا ما نكتفي بهِ رداً على بعض المكابرين والمتفلسفين على كنيسة المسيح المقدسة الجامعة الرسولية ، وتأييداً للمؤمنين الذين يقبلون كلام المسيح مستمداً من كتابه المقدس ، وكنيسته عمود الحق وقاعدته ،( ١ تي ٣ : ١٥ ) وكان يجب الاسهاب في هذه المواضيع الايمانية ، إلا اننا اكتفينا بما ذكرنا خوفاًَ من الملل وجعلنا قاعدة كلمتنا كتاب الله فقط .

أضف رد جديد