الأديب والخطيب الملفان بولس بهنام

أضف رد جديد
خمائل الريحان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 6
اشترك في: الأحد مايو 01, 2011 2:43 pm

الأديب والخطيب الملفان بولس بهنام

مشاركة بواسطة خمائل الريحان » الجمعة مايو 06, 2011 8:41 pm

المطران بولس أدبه عارم ’ قوي التعبير ’ فيه زخم و عطاء ’ و عليه من الرمزية الشيء الكثير و خاصة في أول عهده بالكتابة ’ و هذا واضح في المقالات التي نشرها في مجلته " المشرق " و خاصة افتتاحيتها ’ و كذلك في افتتاحيت مجلته الثانية " لسان المشرق " .

أما أسلوبه فعصري ’ متأثر بالأدب المهجري ولا سيما جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة ’ و ايليا أبي ماضي . لقد كان ملفاننا أديباً بطبعه له إرهاف حسي عجيب ’ يبتكر الجملة و ينقيها ’ فتخرج من يراعه وهّاجة قوية البلاغة ’ و له نفس خاص به في كل ما كتب ’ يسيطر بأسلوبه حتى على القضايا التاريخية ’ فمن المعلوم أن للتاريخ أسلوباً خاصاً ’ و لغة خاصة ’ و تعبيراً خاصاً ’ إلا أن المطران بولس يختلف فهو يكتب برشاقة أدبية لها جمالية رائعة يلبسها ثوباً قشيباً للتاريخ الهرم فيخرج من قلمه شاباً يافعاً يزيد المعرفة بهاء و طلعة .

أما كونه خطيباً ’ فهذا واضح اعترف به الجميع و الفضل لما يعترف به الغرباء قبل الأصدقاء ’ فقد كان سيد المنبر الكنسي ’ و منصبه المحافل الأدبية إذا اعتلاها ’ أصاخ له السامعون بكل جوارحهم إذ يشدهم إليه بأدبه الرقيق ’ و جمله المسبوكة سبكاً بلاغياً ’ و ما شهرته بين الناس إلا من على منبره الذي كان يرتجل من فوقه خطبه الرنانة . و هناك الكثير من هذه الخطب مسجلة بأشرطة عند الأفراد يتفاخرون اليوم بامتلاكها .

و لم يكن خطيباً مفوهاً في المواعظ الدينية و حسب ’ إنما في المواقف الوطنية . و ما موقفه الأخير الذي ادهش سامعيه في الأول من شهر كانون الثاني عام 1969 أي قبل وفاته بشهر إلا دليل ساطع على كلامنا . فقد انتصب شامخاً في المهرجان الذي أقيم في قاعة الخلد ببغداد و بثّ عبر قنوات الإذاعة العراقية احتفالاً بذكرى فلسطين المسلوبة و دفاعه عن حقوقها و كان هذا مثالاً على صدق وطنيته و أصالة عروبته و إخلاصه لأمته . ناهيك عن عشرات المواقف الأخرى التي ما زال صداها يجول في آذان سامعيها الى اليوم و يلهجون بذكرى صاحبها المأسوف عليه المطران بولس بهنام .

عن كتاب
القيثارة النارية

أضف رد جديد