صفحة 1 من 1

وثيقة مهمة ننشرها للحقيقة والتاريخ

مرسل: الخميس مارس 14, 2013 2:40 pm
بواسطة تلميذة المطران
كان المثلث الرحمات مار غريغوريوس بولس بهنام يحرص ، على التعقيب على الكتب التي يقرأها ، والتعقيب هو الرد على فكرة الآخر ، بتأييدها او معارضتها ، مع تدعيم ذلك بالحجج والبراهين والأدلة المناسبة ، نقول "تعقيب " ، لأنه يختلف عن "التعليق" ، الذي هو عرض فكرة الآخر بأسلوب آخر عن طريق شرحها وتوضيحها وتفسيرها.
وله في ذلك باع طويل ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، موضوعه الشيق تحت عنوان "تعقيبات تاريخية " على كتاب ( تاريخ الأدب السرياني ، من نشأته الى الفتح الأسلامي ، للدكتورين مراد كامل ، ومحمد حمدي البكري )، نشرها في مجلته "لسان المشرق ، ع ٨ ـ ٩ ـ ١٠ ، لسنة ١٩٥١".
والوثيقة التي بين ايدينا ، والتي لم تنشر بعد هي تحت عنوان " ملاحظات الى سعادة المؤلف سعادة عارف باشا العارف "، يعقب عل كتابه ، بهذه الحقائق التاريخية فيكتب اليه مصححا المفهوم المتداول بأن السريان " اطلقوا على عمر بن الخطاب لفظة "فاروق " اي محرر ومخلص ، لأنه انقذهم من الروم وحررهم من نير الفرس.( صوت نينوى وآرام ، تاليف المثلث الرحمات المطران اسحق ساكا ، صفحة ٦٣ )
أما مار غريغوريوس بولس بهنام فكتب يقول له :
اولا : ـ لفظة اليعاقبة واليعقوبية ، لقب بغيض ، مصدره اعداء السريان ، فيجب نبذه ابدا ، وانتم ترون وتسمعون ان السريان او "دير السريان" ، هو المألوف والمعروف في فلسطين والشام وغيرها .
ثانيا : ـ عبارة "يزعم السريان"، لا تليق بالمؤلف والمؤرخ ، لدلالتها على ارتيابه بما يرون ، بينما يجب ان يكون ذلك نتيجة التحقيق ، فضلا عن غمزها قناة الرواة .( يريد به طعن في حديثهم ).
ثالثا : ـ العهدة المنسوبة الى الخليفة عمر بن الخطاب ، يجب طي البحث فيها ، والنقل عنها ، وذلك ان نسختها الصحيحة الاصلية لا تملكها اليوم احدى الفرق المسيحية ، ولا التواريخ الأسلامية .
رابعا : ـ لا صحة مطلقا لما يلفقه بعض السذج ، او المغرضين ، بأن السريان طلبوا ملجأً لهم حين اضطهاد الروم إياهم ، فأرسلوا وفدا الى حضرة الرسول العربي ، او الى الخليفة عمر بن الخطاب ، فأن هذا مناقض للتاريخ ابدا ، ولم يكن السريان ضعفاء . وأما ما تراه اليوم من أحوالهم ، نسبة الى ملل أكثر منهم عددا وعددا ، فهذا من فعال الدهر ، وها انك ترى اثره اليوم في لاجئي المسلمين انفسهم ، والأعتماد على حكايات سمعتموها من راهب ، بأن الحكم الإسلامي كان صافي الأديم ، وغير ذلك لما يخالف المنطق والحقيقة .
خامسا : ـ الحقيقة الراهنة هي : أن المسلمين لم يساعدوا ، لا السريان ولا غيرهم من الملل المسيحية بشيء ، بل بالعكس ، ان حكاما متعصبين ، متغطرسين ، ظلمة ، فضلا عن غيرهم ظلموهم في أدوار شتى . فالأحسن السكوت عن هذا الموضوع في كتابكم ، إلا ما لابد منه ، واما ان يكتب ما يخالف الحقيقة ، فليس في شيء من مصلحة التاريخ ، وعيون النقاد بالمرصاد فيصبح الكتاب لا قيمة له .
سادسا : ـ لم يكن القاضي الشرعي يوما يحكم في دعاوينا الزواجية وغيرها .
سابعا : ـ المعلم يوسف اسطفان هو مارديني المولد والمنشأ ، كلداني المذهب اصلا ، ثم صار بروتستانيا ، فليس هو سريانيا . لم يكن سوى ناقل للوثائق الرسمية ، التي لم يكن للمطران جبرائيل حق باطلاعه عليها ، وطالما الاصل موجود وعليه الاعتماد ، فالاشارة اليها بأرقامها التي وضعها راهب محقق سنة ١٩١٥م . هي الطريقة التي يجب ان تتبعوها ، ولا حاجة بكم الى ما سماه " مجموعته " .
ثامنا : ـ من الفطنة والنظر البعيد ألا يكون لما ترونه هدفا سياسيا ، والدهر قلُب .
وعين العلماء المعاصرون لنا اول زمان ظهورهم ، وظهور لغتهم ، بحسب الآثار المكتشفة ، المئة الرابعة عشرة والخامسة عشرة قبل الميلاد ( ١ )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) بروكلمن ، ص ٢٥ ـ ٢٦ ، وتقدمة بذلك ماسبيرو ( Maspéros‪٠‬)

précis de linguistique sémitique , Brockelmann.

و تاريخ اللغات السامية للدكتور اسرائيل ولفنسون ، الطبعة الاولى ص ١١٥ .
و les langues araméennes ، " ‫تأليف شابو ؛ تعريب أنطون لورنس ‬، ص ٩ .
وفقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد واقي ، الطبعة الثانية ، سنة ١٩٤٤م ، ص ٤٣ .