فجر الخلاص ( تنصر السريان )

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

فجر الخلاص ( تنصر السريان )

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الأربعاء فبراير 20, 2013 10:03 am

1 ـ فجر الخلاص ـ تنصر السريان
ان اول من سمع صوت البشارة بالانجيل بعد اليهود هم السريان الذين كانوا يقطنون في جميع بلاد سوريا و ما بين النهرين وفارس ، وفي القرن الاول ذاته تاسست الكنيسة السريانية بقسميها الشرقي والغربي ، وقد سمعت البشارة من الرسل مباشرة ومن تلاميذهم حسبما يؤيد المؤرخون الغربيون والشرقيون .
أ ـ القسم الغربي : نحن نعلم تاريخيا ان سكان سوريا من سواحل البحر الابيض المتوسط الى نهر الفرات كانوا من الآراميين الاقحاح جنسا ولغة ولا غبرة في انتشار اليونانية بين الطبقة المثقفة في ايام انتشار الانجيل ، فيكون والحالة هذه ان بلاد سوريا برمتها " وهي القسم الغربي للكنيسة السريانية" قد سمعت البشارة من رسل المسيح انفسهم حسبما يؤيد ذلك كتاب اعمال الرسل، ويشهد المؤرخون الثقاة.
وكانت البلاد السريانية الغربية تشمل اشهر المدن الشرقية ، كدمشق وحمص وحماه وبيروت وطرابلس وانطاكية ، بل ان انطاكية كانت عاصمة الشرق وفيها دعي التلاميذ مسيحيين لأول مرة .
في كل هذه المدن كان ينتشر شعب يتكلم اللغة السريانية ويجري في عروقه الدم الآرامي السرياني، غير اننا نرى كتاب العهد الجديد يذكر في هذه الربوع " اليونان" وهذا لا يدل على الجنسية اليونانية بل يدل على الوثنية المنتشرة في هذه البلاد، فقد اعتاد العهد الجديد ان يسمي كل وثني "يونانيا" كما اصطلح السريان ان يسموا كل وثني "آراميا" .
واما رسل الكنيسة السريانية بقسمها الغربي ، او فيما نسميه اليوم "سوريا" فأشهرهم حننيا والقديس بولس ومار بطرس والقديس متى الانجيلي وغيرهم كما سنعلم الآن .


نحن نعرف ان مدينة انطاكية كانت عاصمة البلاد السريانية الغربية، وقد دخلتها المسيحية قبل كل المدن الغربية وفيها دعي التلاميذ مسيحيين ( أعمال 26:38 ) وهي اول مركز ارسل منه المبشرون المسيحيون الى أقطار العالم للكرازة ، وقد نادى فيها بالانجيل كثيرون من تلاميذ الرب اشهرهم : القديس برنابا احد السبعين والقديس بولس اللذان مكثا فيها سنة كاملة وثبتا الايمان ونشرا كلمة الحياة ، ثم جاء اليها القديس بطرس مبشرا ومثبتا المؤمنين ، واسس فيها كرسيه الرسولي ، وهو بكر الكراسي الرسولية وقد اجمع المؤرخون والمفسرون على هذه الحقيقة .
واشتهرت انطاكيا بعد هذا الزمان بسلطتها الروحية العالية ، فقد خضعت لكرسيها الرسولي بلاد الشام وفلسطين وما بين النهرين وفارس ، والشاهد الاعظم على كون انطاكية سريانية لا يونانية ، انها استعملت اقدم الليتورجيات وهي التي ألفها القديس يعقوب اخو الرب باللغة السريانية .
ان اول تلميذ للمسيح ينشر بشارة الخلاص في بلاد الشام هو القديس حنانيا الذي كان يبشر في دمشق وعلى يديه اهتدى شاول فصار بولس رسول يسوع المسيح ثم رجع بولس نفسه ينادي في اسواق دمشق وشوارعها مبشرا بالمسيح . فقد ذكر اعمال الرسل بطولته الانجيلية فور اهتدائه الى المسيحية ، ولما اراد اليهود قتله اخذه التلاميذ ليلاَ وانزلوه من السور في سلٍ . الامر الذي يدل ان تلاميذ الرب كانوا قد كثروا في دمشق بتبشير حنانيا وبولس . ويخبرنا القديس بولس انه اتى الى بلاد سوريا ونشر كلمة الخلاص هو وغيره من الرسل . وجالوا في معظم بلاد الشام حتى ان بولس وسيلا كانا يطوفان كل هذه البلاد ويثبتا المؤمنين ، ولما غادر مدينة افسس جال في بلاد سوريا حتى انه اجتمع التلاميذ بكثرة في مدينة صور واقام معهم سبعة أيام ، ثم هبط عكا وثبت المؤمنين ونادى بالانجيل .
وهناك رسل اخرون بشروا في بلاد سوريا حسبما يؤكد التقليد الثابت ، فجال فيها مار سمعان الغيور ومار يهوذا (تداوس) وماتياس مبشرين ، ونادى سمعان في مدينتي منبج وحلب ، كما نادى يهوذا بالايمان في ارواد وبيروت .
وبشر كيفا احد المبشرين في بعلبك وحمص وحماه ، ونادى مار بطرس في طرابلس وارواد وغيرهما .
هؤلاء هم الرسل الذين بشروا البلاد السريانية الغربية .


(ب) القسم الشرقي " بلاد ما بين النهرين "

اشرق نور المسيح في بلادنا المشرقية منذ اللحظة الاولى التي ظهر فيها النجم للمجوس ، فأنار قلوبهم وذهبوا الى اورشليم ليسجدوا له ويؤكد المؤرخون ان هؤلاء المجوس كانوا من بلاد آثور وبابل ، وعند رجوعهم الى وطنهم اخبروا طبعا بما شاهدوا في بيت لحم عند ميلاد الرب .
وعرف ايضا اسم المسيح في بلاد مابين النهرين عند رجوع الذين ذهبوا الى اورشليم لحضور عيد الخمسين كما يخبرنا اعمال الرسل وطبعا آمن بعض هؤلاء ، فرجعوا الى بلادهم يحملون في قلوبهم نواة الخلاص ، وفي ايديهم شعاع الملكوت . هذا مايخبرنا به الكتاب المقدس . اما التاريخ الكنسي الثابت فيؤيد ايضا ان المسيحية انتشرت في بلاد ما بين النهرين وآثور وبابل في القرن الاول بمناداة الرسولين توما وادى ، وتلاميذ القديس ادى .
يخبرنا العلامة ابن العبري ان الرسول توما مر في بلاد مابين النهرين بطريقه الى الهند ، وبشر بالانجيل فيها ولاسيما في نواحي تكريت ، وهدى خلقا كثيرا الى الايمان من الماديين والفرثيين وغيرهم من سكان هذه البلاد .
وفي الوقت نفسه كان الرسول ادى احد المبشرين قد وصل الى الرها فشفى ملكها ابجر
الخامس ونصره مع كثيرين من عظماء المدينة ، ورهط من سكانها وقد التف حول القديس ادى عدة تلاميذ يساهمون في نشر كلمة الخلاص في بلاد ما بين النهرين ، و اشهرهم مار اجي .
ولم يكتف القديس ادى بنشر الانجيل في مدينة الرها وحدها ، بل صحب معه تلميذه ماري الى نصيبين وآثور وباجرمي وتلمذ خلقا كثيرا ، ثم عاد الى الرها بعد رحلة تبشيرية موفقة حيث انتقل الى ربه ، فترك تلميذه اجي الذي استشهد بعد هذا العهد بقليل على يدي الملك الذي اتى بعد ابجر الخامس ، وكان هذا فظا قاسياً وثنياً .ً
وبشر ماري في نصيبين وازون ، واجتمع حوله تلاميذ كثيرون نشروا كلمة الخلاص في اطراف وطنهم اثور وما بين النهرين ، وبينما كان استاذهم ماري يبشر في بلاد حدياب وباجرمي وكشكر وساليق والاهواز .
هذا ما يؤيده كل المؤرخين الثقاة ، فما غربت شمس القرن الاول حتى كانت المسيحية منتشرة في كل هذه البلاد انتشارا واسعا وزد على ذلك ان برديصان الشاعر السرياني المبتدع روى خبر انتشار المسيحية في بلاد المشرق ، قال : " ماذا نقول عن ملتنا النصرانية الجديدة التي انشأها المسيح في كل مكان وناحية . اننا حيث ما وجدنا نعرف بمسيحيين نسبة الى اسم المسيح ." ثم يتابع برديصان كلامه فيتكلم عن انتشار المسيحية في بلاد الفرثيين وفارس ومادي .
وقد ذكر المؤرخ مشيحا زخا في القرن السادس آخذا عن المؤرخ هابيل ، ان المسيحية انتشرت في ربوع ما بين النهرين وفارس ومادي منذ القرن الاول ذاته ، وايد ايضا ان القديس ادى رسم الاسقف فقيدا لبلاد حدياب وهو اول اسقف يرو اسمه بعد عهد الرسل في هذه الربوع .
وناهيك عن هذا ان سلسلتين من الاساقفة ظهرتا منذ القرن الاول ، احداهما في الرها والاخرى في حدياب او هي اربيل .
وقد كتب المؤرخ السرياني الشهير مار ميخائيل الكبير وهي متصلة بالقديس ادى ثم اجي وهو تلميذ القديس ادى كما عرفنا وقد ذكر هذا المؤرخ ثلاثة عشر اسقفا الى نهاية القرن الثالث وهذا ما يؤيد عظمة المسيحية وانتشارها في الرها وما جاورها .

اما السلسلة الاسقفية الثانية ، وهي اسقفية اربيل ، وهي ايضا تتصل بالقديس ادى ، فقد ذكرها المؤرخ مشيحا زخا نقلا عن المؤرخ هابيل غير انه يتوسع في اعمال هؤلاء الاساقفة من سنة 104 وحتى 190 . وفي سياق كلامه يسرد اخبار هؤلاء الاساقفة نتأكد ان المسيحية كانت منتشرة في بازبدي منذ اواخر القرن الاول ، ثم في مدينة كرخ سلوخ (كركوك) واربيل وغيرهما. ولدينا ادلة تاريخية اخرى مهمة عن انتشار المسيحية في بلادنا منذ القرن الاول فقد قال المعلم ترتوليانس في اواخر القرن الثاني ما نصه : " اليس بالمسيح آمنت كل الامم؟ الفرثيون والماديون ، وسكان ما بين النهرين.
وايد ديونيسيوس الاسكندري في اواسط القرن الثالث انه كان يوجد قبله كنائس مسيحية في ما بين النهرين.

أضف رد جديد