فلاسفة السريان وعلم النفس

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

فلاسفة السريان وعلم النفس

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الأحد يناير 13, 2013 9:06 pm

تعرف السريان على الفلسفة اليونانية منذ القرن الثاني الميلادي تقريبا ،ولكنهم لم يتركوا لنا مؤلفات فلسفية منذ هذا التاريخ إلا بمواضيع خاصة اشهرها آراء مارا بن سرافيون (في منتصف القرن الثاني) وفلسفة ابن ديصان في كتابه (شرائع البلدان)( في القرن الثالث) وهكذا اخذت المؤلفات السريانية في الفلسفة تثرى حتى نهاية القرن الثالث عشر .
اما علم النفس فأول فيلسوف سرياني أعاره انتباهه ،هو سرجيس الرأسعيني المتوفي في سنة 536 وهو الفيلسوف الطائر الصيت الذي هضم الفلسفة اليونانية هضما جيدا ،وابدع فيها ابداعا منقطع النظير،واهم اعماله في هذا الباب، انه ترجم الى السريانية مقالة اريسطوطاليس في النفس ، وهذه هي المرة الاولى تظفر السريانية بمؤلف في النفس ،وان لم يكن موضوعا .
وظهر بعده في بلاد المشرق الفيلسوف مار احودامة المفريان اول مطارنة الكرسي المشرقي المستشهد سنة 575 ، وقد وضع مؤلفات فلسفية فائقة في الروعة والجودة ،واهمها مؤلفه في علم النفس ، والانسان باعتباره عالما صغيرا .
وظهر في القرن الثامن الناسك العمودي يوحنا الاثاربي ، في ربوع حلب وكان مولعا بالبحث والعلم والتفكير ، واحب الفلسفة حبا جما واشتغل بها، وألف رسالة جليلة في النفس البشرية مستندا على رأي الائمة ،وتوفي سنة 738م .
وفي أواسط القرن التاسع نبغ اياونيس مطران دارا أحد اللاهوتيين الكبار عندنا ، واحب العلم والتفكير كذلك ،فألف في الفلسفة واللاهوت ، ووضع كتابا جليلا في علم النفس، ادخل فيه رسالة الاثاربي الآنفة الذكر برمتها لما وجد فيها من السمو واصابة الهدف النفسي ، وتوفي سنة 860م .
وفي أواخر هذا القرن نبغ فيلسوفنا موسى بن كيفا متشبعا بهذه العلوم كاها ، فألف الكتاب الجليل الذي نحن بصدده ، والذي سنتصدى لتحليله للمرة الاولى في تاريخ آدابنا السريانية، وهو أجل اثر نفسي أبقته لنا العصور الغابرة .
ان جميع هذه البحوث النفسية الكثيرة ، كانت على طريقة أريسطو تتوخى علم النفس لا التجريبي او الواقعي لأن هذه الطريقة في العلم لم تظهر بعد في تلك العصور ، وليس لنا أن نطالب هؤلاء الائمة النحارير بما لم تعرفه عصورهم من البحث والتحليل ...

لسان المشرق (ع.3 و 4 ،السنة الثانية،ك 1 ،1949 ،و ك2 ،1950)ص.87،88

أضف رد جديد