تأملات ـ في حياة يسوع الناصري وتعاليمه

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

تأملات ـ في حياة يسوع الناصري وتعاليمه

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الجمعة إبريل 29, 2011 10:59 pm

" انصت الى هذا...وقف وتأمل بعجائب الله " ايوب 14:37
( درس في الصلاة )
اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . مت 41:26
ان النفس البشرية بائسة متعبة طالما تكون العلاقات مقطوعة بينها وبين الله، فأمامها التجارب والمحن ، وامامها العالم يزأر كوحش كاسر يريد افتراسها وهي غارقة في بحر خضم من البؤس والمخاوف ،لا تستطيع الاهتداء الى الميناء الأمين لان عواصف الحياة تضربها هنا وهناك على شواطيء الدنيا الغرور تريد تحطيمها .
هذه حالها ، ما دامت بعيدة عن الله ، ولكن عندما ترفع نظرها اليه تعالى بكلمة نقية واحدة ، تستطيع ان تشق أمام بؤسها وشقائها طريقا بين المخاوف والاهوال للاتصال بالله مباشرة
" من الاعماق صرخت اليك يارب ،يارب اسمع صوتي لتكن أذناك مصغيتين الى صوت تضرعاتي ، مزمور 1:13 "
تقدم الرب يسوع أمام الامر الرهيب ،ليكمل الفداء بتضحيته العظمى فنظر الى بؤس الانسان وشقائه ، ونهج له طريقا بين الاوجاع والآلام ، وهذا " الامر الوحيد هو الصلاة " .
دخل البستان وحوله البشرية بشخص تلاميذه تلايد ان تعرف ماذا تعمل امام التجارب والمحن ، فما رأت إلا والرب يتركها لينفرد مع الآب بالصلاة ، وكانت اللحظات قاسية رهيبة فلم تستطع مقاومة الصدمة ، بل ثقلت عيونها فنامت نوما عميقا جدا بينما كان ابن الناصرة البار يرفع صلاته الخشوعية عنها .
" نفسي حزينة جدا حتى الموت ، امكثوا ههنا واسهروا معي ، ثم تقدم قليلا وخر على وجهه ، وكان يصلي . مت 26 : 38 " .
لم يستطع التلاميذ ان يسهروا أمام يسوع المتألم ، ولم تقدر نفوسهم البشرية ان تقاوم الصدمة التي كانت تجتاح " نفسه الحزينة حتى الموت " بل سقطوا فأخذهم نوم عميق " فجاء يسوع فوجدهم نياما . مت 26 : 40 "
هذه كانت حالنا منذ الازل ، وهذه حالنا الى الان ، تذوب نفوسنا البشرية أمام صدمات الحياة ، فلا نقوى على المقاومة ، بل نسقط مغشيا علينا ، فيستولي النوم العميق على ارواحنا ، غير ان الرب مثلما عاتب تلاميذه بلطفه الجم يعاتبنا بل يلومنا لاننا ننسى الطريق الى العزاء والى الحياة كما نسيه التلاميذ ، رغم وجوده معهم وجودا جسديا ، فقال " أهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة ، اسهروا لئلا تدخلوا في تجربة . نت 26 : 40 " .
هذه وصيته الذهبية لنا عند مداهمة المصائب والتجارب ، ولا نقدر نحن البشر المساكين ان نتلقاها إلا بالصلاة التي هي الطريق الوحيد للخلاص كما علمنا الرب .
ان الضعف يستولي علينا عندما تكون أنفسنا مشغولة بامور هذه الحياة كما استولى الضعف نفسه على التلاميذ ، فبعد ان لامهم الرب على ضعفهم تركهم وذهب ليصلي ثانية ، وثالثة ، ولما عاد في المرتين الاخريين وجدهم نياما كما وجدهم في المرة الاولى ،مت 26 : 42 ـ 45 " .
وكم من مرة يوقظنا صوته الإلهي ، اما نفوسنا الضعيفة ، فتبقى ضعيفة بعيدة عن اليقظة الروحية الدائمة ، وما ذلك الا لقلة ايماننا ، فلتكن صلاته هذه درسا تأمليا لنا عن الشدائد والمصائب ، ولنكن حوله كلما تصورناه يجثو للصلاة من اجلنا ولنكن واثقين ان " يسوع المسيح هو هو امسا واليوم والى الابد . عب 13 : 8 " .

أضف رد جديد