تأملات في حياة يسوع الناصري وتعاليمه

أضف رد جديد
تلميذة المطران
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 114
اشترك في: الخميس إبريل 28, 2011 11:53 am

تأملات في حياة يسوع الناصري وتعاليمه

مشاركة بواسطة تلميذة المطران » الثلاثاء يوليو 19, 2011 1:20 pm

" انصت الى هذا ....وقف وتأمل بعجائب الله "
ايوب 37 :14
درس في الصلاة (اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة مت 26 :41 )
ان النفس البشرية بائسة متعبة طالما تكون العلاقات مقطوعة بينها وبين الله ، فأمامها التجارب والمحن ، وامامها العالم يزأر كوحش كاسر يريد افتراسها وهي غارقة في بحر خضم من البؤس والمخاوف ، لاتستطيع الاهتداء الى الميناء الامين لان عواصف الحياة تضربها هنا وهناك على شواطيء الدنيا الغرور تريد تحطيمها هذه حالها ، ما دامت بعيدة عن الله ولكن عندما ترفع نظرها اليه تعالى بكلمة نقية واحدة ، تستطيع ان تشق أمام بؤسها وشقائها طريقا بين المخاوف والاهوال للاتصال بالله مباشرة " من الاعماق صرخت اليك يارب ، يارب اسمع صوتي لتكن أذناك مصغيتين الى صوت تضرعاتي ، مزمور 13 : 1 ".
تقدم الرب يسوع امام الامر الرهيب ، ليكمل الفداء بتضحيته العظمى فنظر الى بؤس الانسان وشقائه ، ونهج له طريقا بين الاوجاع والآلام ،وعلم الامر الوحيد الذي يستطيع بواسطته الخلاص من بؤسه وآلامه ، وهذا " الامر الوحيد هو الصلاة " . دخل الرب البستان وحوله البشرية بشخص تلاميذه تريد ان تعرف ماذا تعمل امام التجارب والمحن ، فما رأت إلا والرب يتركها لينفرد مع الآب بالصلاة ، وكانت اللحظات قاسية رهيبة فلم تستطع مقاومة الصدمة ، بل ثقلت عيونها فنامت نوما عميقا جدا بينما كان ابن الناصرة البار يرفع صلاته الخشوعية عنها . " نفسي حزينة جدا حتى الموت ، امكثوا ههنا واسهروا معي ، ثم تقدم قليلا وخر على وجهه ، وكان يصلي . مت . 26 :38 " . لم يستطع التلاميذ ان يسهروا أمام يسوع المتألم ، ولم تقدر نفوسهم البشرية ان تقاوم الصدمة التي كانت تجتاح " نفسه الحزينة حتى الموت " ، بل سقطوا فأخذهم نوم عميق " فجاء يسوع فوجدهم نياما .مت 26 . هذه كانت حالنا منذ الازل ، وهذه حالنا الان ، تذوب نفوسنا البشرية أمام صدمات الحياة ، فلا نقوى على المقاومة ، بل نسقط مغشيا علينا ، فيستولي النوم العميق على أرواحنا ، غير ان الرب مثلما عاتب تلاميذه بلطفه الجم يعاتبنا بل يلومنا لاننا ننسى الطريق الى العزاء والى الحياة كما نسيه التلاميذ ، رغم وجوده معهم وجودا جسديا ، فقال " أهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة ، اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة مت . 26 : 40
هذه وصيته الذهبية لنا عند مداهمة المصائب والتجارب ، ولا نقدر نحن البشر المساكين ان نتلقاها الا بالصلاة التي هي الطريق الوحيد للخلاص كما علمنا الرب . ان الضعف يستولي علينا عندما تكون أنفسنا مشغولة بامور هذه الحياة كما استولى الضعف نفسه على التلاميذ ، فبعد ان لامهم الرب على ضعفهم تركهم وذهب ليصلي ثانية ، وثالثة ، ولما عاد في المرتين الاخريين وجدهم نياما كما وجدهم في المرة الاولى مت . 26 : 42 ـ 45 . وكم من مرة يوقضنا صوته الآلهي ، اما نفوسنا الضعيفة ، فتبقى ضعيفة بعيدة عن اليقظة الروحية الدائمة ، وما ذلك الا لقلة ايماننا ، فلتكن صلاته هذه درسا تأمليا لنا عن الشدائد والمصائب ، ولنكن حوله كلما تصورناه يجثو للصلاة من اجلنا ولنكن واثقين ان " يسوع هو هو امسا واليوم والى الابد . عب. 13 : 8 " . (لسان المشرق،ع.2 ، 1948 ،ص.5 ـ 7 )

أضف رد جديد