موقع مختص بكل أدبيات الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام

دير مار برصوم - الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام

" أن أعمال الإنسان صادرة عن " قوة " واحدة نُسَميها " النفس " ، وهذهِ التي سَتُجازى عن أعمالها خيراً كانت أم شراً ، ولو كان هناك أكثر من " قوة " واحدة ، لأختلفت الأعمال ، ولأختلفت أيضاً نتائجها، ولكان الخير والشر يُعزى كلها دفعة واحدة ، وهذا مُحّال ! لأنهُ لا يمكن أن تتفق دائماً على عمل معيَّن واحد ،...

المصدر :" لسان المشرق ، السنة الأولى ، نيسان وأيار ١٩٤٩ ، العددان ٨ و ٩

ستبقى هذه البشرية ، سفينة محطمة ، تائهة في خضم الحياة المتلاطم ، ما دامت بعيدة عن شاطيء الروح ، لا تعرف قيمة إلا للحديد والنار . نعم … ستبقى هائمة على وجهها في مفاوز حماقتها وجهلها إلى اللحظة التي تدخل فيها "سحابة " الروح النورانية ، فتلقي بين طياتها اللاهبة بؤسها وشقاءها ، فتأخذ من "سينائها" الروحا...

أن الذي قال :" للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه(مت ٨ : ٢٠) ، علمنا التسامي عن حطام هذه الحياة الفانية ، والأنصراف إلى أعمال الروح وتقدير قيمتها ، كما إنه لم ينهنا بتاتاً من إعطاء" ما لقيصر لقيصر "، أي إعطاء هذه الحياة المادية حقها من الخدمة و الإخلاص والعمل ،...

"المسيح يعلمنا أن نسالم جميع الناس ، ويأمرنا أن نحب أعداءنا ، ونطلب لهم الخير ، وليس ذلك لضعفٍ أو لخوف ، بل لكي نظهر بمظهر القوة الروحية ، والبطولة الكبرى التي تتغلب على نوازع النفوس الشريرة . فتعليم المسيح هذا هو أعظم تعليم أرسلته السماء إلى هذه الأرض ، وهو لا يقعدنا من الدفاع عن شرفنا ونفوسنا ، بل...

" إذا كانت الصلاة مناجاة الله ، على حد تعبير الآباء ، فأنها تتطلب استقامة العقل وقدرته على النزوع الى ربه بدون انحراف ، فيناجيه بدون وسيط ، واذا كان موسى مُنِعَ من الاقتراب من العوسجة الارضية، حتى خلع نعليه من رجليه ، فكيف تريد أنت مناجاة من هو أسمى عن كل حس وشعور ما لم تخلع عنك كل فكرة مُظلمة ؟ . ....

" لاشيء يربي النفوس ، ويجعلها عظيمة جبارة
كالالم العظيم ، فأعظم الرجال آلاماً ،
أعظمهم نفوساً ، وأكثرهم تسجيلاً للأنتصارات
في مضمار هذه الحياةًً . "

" قد ترعد الحياة ورائنا لكي تخيفنا فلا يجب ان نخاف ! لأن الرجل الذي يسمع الرعد ولا يخاف ، هو وحده يستطيع مجابهة الحقيقة والواقع ، وهو وحده يستطيع الصمود أمام هول المعركة "